ال رميلة العزازى السمالوسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

توحيد ابناء القبيلة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكايات عربان اسماعيل فى صحارى و على ضفاف النيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العزازى السمالوسى
Admin
العزازى السمالوسى


المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 28/12/2016
العمر : 46
الموقع : عمان

حكايات عربان اسماعيل فى صحارى و على ضفاف النيل Empty
مُساهمةموضوع: حكايات عربان اسماعيل فى صحارى و على ضفاف النيل   حكايات عربان اسماعيل فى صحارى و على ضفاف النيل I_icon_minitimeالأربعاء 28 ديسمبر 2016, 11:39 pm

" ياكلها التمساح و لا ياخدها الفلاح " .. عبارة شهيرى يرددها الأعرابى المصرى ليعبر بها عن انفته من أن تختلط دماؤه بدماء غير عربية .
و قد كان انتقال العرب من الجزيرة العربية للعيش فى البلاد المجاورة لها نتيجة لفتح هذه البلدان إسلاميا ، و كانت مصر أحد أهم تلك المهاجر التى قصدتها كثير منها القبائل العربية للسكنى عقب فتحها على يد فرقة عسكرية معظمها من العرب القرشيين على رأسهم عمرو بن العاص السهمى .
يقسم المؤرخون الهجرات العربية التى وفدت على مصر إلى قسمين ، القسم الأول شكله من كانوا يأتون مع الولاة و الحكام المعينون من قبل الخليفة حيث كان ياتى الوالى و معه أهله و ذووه و يقيمون إقامة كاملة أو مؤقتة ، أما القسم الثانى فتلك القبائل التى وفدت إلى مصر كلها أو أغلبها من هاربة من شظف العيش و باحثة عن الرزق و وجدت فى صحارى مصر المختلفة مسرحا مناسبا تمارس فيه تقاليدها و حياتها الأولى .
و لقد أثرت تلك النشاطات التى مارسها العربان فى المجتمع المصرى كثيرا خاصة عندما بلغوا أوج قوتهم العددية و المادية فى بداية القرن التاسع عشر ، و كثيرا ما كانت هجراتهم من و إلى مصر تحفل بالكثير من الأحداث الهامة التى سجلها الأدب الشعبى ، و ليس أشهر من سيرة بنى هلال و بنى سليم تلك القبيلتين اللتين استقدمتا من قبل الأمويين فى القرن الثانى الميلادى فسكنتا منطقة بلبيس فى محافظة الشرقية ، ثم استقدمهما مرة أخرى الفاطميون فى بداية القرن العاشر فحضروا من الجزيرة العربية إلى مصر عن بكرة أبيهم ثم ارتحل بعضهم إلى المغرب العربى .

و لقد كان للعربان دائما فى مصر سمات خاصة ميزتهم عن باقى فئات المجتمع المصرى ، فهم يعتزون إلى حد كبير بجذورهم العربية و حياتهم الصحراوية حتى أنهم كانوا إلى ما قبل القرن التاسع عشر يأنفون حياة الاستقرار و الزراعة ، بل و يعتبرون العمل بمهنة الزراعة و غيرها من الأعمال المدنية ضرب من الدناءة ، فالفلاحون خلقوا من وجهة نظرهم من أجل إطعام العربان ، و لعل هذه النظرة التى كنها العربان تجاه الفلاحين الذين كانوا الأغلية العظمى من المجتمع المصرى هى التى تفسر بقائهم لزمن طويل بعيدين عن الاندماج فى المجتمع المصرى بالتزاوج و لهم فى ذلك المثل المشهور : " ياكلها التمساح و لا ياخدها الفلاح " ، لكن العربان الذين امتلأت بهم الصحارى المصرية مع القرن الخامس الهجرى قد صاروا قوة ضاربة يعمل لها حساب حتى أنهم فى عهد صلاح الدين " أمروا بالبوق و القلم " أى أصبحت لهم كلمة فى الجيش و الديوان ، كما كان لهم موظف يختص بشئونهم فى عصر الدولة الأيوبية ، أما فى عهد المماليك فكان العربان قد بلغوا عددا عظيما بالوجهين البحرى و القبلى ، و مع ذلك فقد توقفت موجات هجرتهم بسبب الكراهية المتبادلة بينهم و بين المماليك و عدم خضوع العربان لسلطتهم ، بل إن العربان اجتمعوا و أقاموا أحد شيوخهم حاكما قائلين : " نحن أصحاب البلاد و نحن أحق بالملك من المماليك و كفى أننا خدمنا بنى أيوب و هم خوارج خرجوا على البلاد " ، و بالفعل حاول العربان إقامة أول دولة بدوية فى مصر عندما اشتركت جميع القبائل الموجودة فى مصر فى ثورة الأمير " حصن الدولة " التى استطاع المماليك إخمادها بصعوبة بالغة .
و بالرغم من أن علاقة العربان بالسلطة كانت عبارة عن تحد دائم ، فإن علاقاتهم مع المحكومين لم تكن أيضا هى الأخرى على ما يرام ، و لعل أكثر الفئات التى تضررت من ممارسات العربان فى وادى النيل و دلتاه كانت فئة الفلاحين ، حيث كانت غلالهم و مواشيهم و ثرواتهم دائما محل استهداف العربان المحيطين بالقرى المصرية فى الوجهين القبلى و البحرى ، و يكفى لوصف بشاعة ما كان يقوم به هؤلاء و هم يحصلون منهوباتهم من ضحاياهم ما قاله الجنرال أندريوس أحد قادة الحملة الفرنسية عندما سأل أحد شيوخ القرى قائلا : " هل حل الطاعون بقريتكم هذا العام ؟ " فأجاب : نعم ، مرتين فقد حل الطاعون و العربان " ، و قد اشتهرت من اقلبائل ممن يقومون بأعمال السلب و النهب ( بلى و الطميلات و الطرابين ) فى الشرقية و ( الهنادى و الفوايد ) بالفيوم و ( الطرابين و العايد و الحويطات ) فى طريق القوافل من القاهرة إلى السويس .
لكن و برغم كل ما استفاض المؤرخون فى ذكره حول عدوانية العربان تجاه جيرانهم من باقى المصريين فإن هناك ما كان يدل على أنهم و بغض النظر عن تلك العدوانية كانوا يعدون أنفسهم طيفا وطنيا من أطياف المصريين الذين يعنيهم الشأن المصرى بقدر ما لاسيما الشأن السيادى ، بمعنى أنه و إن كانت تعوزهم عاطفة قومية تجعلهم يشعرون بوحدة من نوع ما مع جيرانهم من سكان نفس القطر ، إلا أن العاطفة الدينية و اللغوية كانت تدفعهم للقيام بأعمال " وطنية " و " قومية " جليلة ، فى هذا الصدد يذكر كريستوفر هيرولد فى كتابه " بونابرت فى مصر " " أن العربان بدأوا فى ملاحقة الجنود الفرنسيين بهجماتهم بمجرد أن غادروا الأسكندرية ، و تخلف كثيرون لأنهم ماتوا من ضربة الشمس أما الذين ظلوا على قيد الحياة من المتخلفين فقد قتلهم العربان أو أسروهم " ، كما أن تعاون العربان مع المماليك بإيوائهم و إيصال المكاتبات السرية بينهم و بين أنصارهم فى القاهرة قد أفاد كثيرا حركة المقاومة ، حتى عندما اجتمع بونابرت بـ 13 من شيوخ العربان يطلب منهم التعاون مع الفرنسيين و إرجاع الأسرى نزل العربان على فتوى علماء القاهرة بعدم التعاون مع الفرنسيس و إعلان الجهاد ضدهم كما يقول كريستوفر هيرولد .
بل و يذكر المؤرخ " جومار " : " أنه كانت لدى العربان معلومات دقيقة عن الوديان فى الصحراء و كثيرا ما كانوا يرشدون الفرنسيين إلى طرق عكسية لتلك التى سار فيها المماليك حتى لا يتمكنوا من اللحاق بهم "
و لذلك فإن بونابرت عندما يئس من استمالة العربان كقوة ضاربة مصرية تجاه مشروعه نكل بهم ، و سلط عليهم عملاءه و عسكره ، حتى أن برطملين ينى الأرمنلى كان إذا قابل أيا من العربان فى طريق إحدى حملاته كان يعمد إلى تقطيع رقابهم دونما سؤال أو استفسار ، بل إن نابليون نفسه أمر بقتل ثلاثة من مشايخ العربان بحجة وجود كتابات معهم ضد الحملة ، و كان منهم الشيخ الشواربى شيخ قليوب و ثلاثة من مشايخ الشرقية .
غير أن عربان مصر كانوا على موعد مع التوطين بمجىء القرن الـ 19 ، فلقد رأى محمد على باشا أنهم قوة لا يستهان بها إذا ما وجهت لمصلحة مشروعه ، و أخذ على ذلك فى محاولة لتوطينهم من خلال منح شيوخهم الأبعاديات الزراعية الشاسعة ، و حضهم على الاستقرار فيها و نبذ حياة الترحال و العدوان بالترغيب و الترهيب ، حتى أنه كان يضطر أحيانا للإيقاع فيما بين القبيلتين للوصول إلى إضعافهما ، بل و كان يلجأ إلى استقدام شيوخ القبائل للمعيشة فى القاهرة كى يضمن ألا تثور عليه قبائلهم ، و هكذا و حتى بعد ان بذل محمد على جهدا جهيدا فى توطينهم فمنحهم الأراضى و الأبعاديات إلا أن بعض ممارساتهم بقيت تؤرق أصحاب الأراضى من الفلاحين فى دلتا مصر ، حيث تذكر جريدة الوقائع المصرية فى عددها 194 أغسطس 1830 أن : " أهالى الشرقية يعانون من استيلاء العربان على أراضيهم و اتلاف مواشى العربان لمزروعاتهم "
و قد كان محمد على على ثقة من أنه لن يتثنى إخضاع العربان إلا باستلاب خيولهم و مواشيهم ، و لقد دخل مع شيوخهم فى مفاوضات حول الأمر و تم تكليف ناظر العربان بجمع الخيل و الجمال اللازمة للمهمات الحكومية ، إلى أن وصل إلى استخدامهم عسكريا فى حملاته ، و لقد منحهم فى مقابل ذلك ما يسمى بـ ( امتياز العرب ) الذى يعفيهم من التجنيد الإجبارى و السخرة نظير وعد العربان له بتقديم الجند عند الطلب بواسطة العربان و كان الاستثناء من ذلك حالة الحرب التى كان تجنيدهم فيها إجباريا ، و قد بلغوا عددا كبيرا بلغ حسب الرافعى فى عام 1833حوالى 5370 جنديا من مجموع الجند البالغ عددهم 168889 أى بنسبة 3.1% ، و يشير المؤرخ : "هيلين ريفيلين " إلى شجاعة العربان و اقبالهم على العمل العسكرى فى جيش محمد على باشا على خلاف الفلاحين قائلا : " إن الفلاحين كانوا يؤثرون الهرب إلى سوريا أو إلى الصحراء لدى قبائل البدو أو إلى قرى بعيدة حتى ينجلى خطر التجنيد ، بينما كان العربان هم الأكثر شجاعة و اقبالا على ميادين القتال " و هم و برغم تمردهم على العمل العسكرى فى البداية إلا أنهم استطاعوا إحراز نجاحات فى ميادين القتال السيما فى الحجاز مع السلفيين و من أشهر قبائلهم التى سلكت العمل العسكرى ( أولاد على و الفوايد و الحرابى و الجوازى ) حيث كانت أهميتهم تكمن فى العلاقات الوطيدة بينهم و بين القبائل الأخرى فى الحجاز و غزة و السودان ، و اهم ما يذكر لهم فى هذا الصدد أنهم هم الذين أسروا السر عسكر رشيد باشا قائد قواد الجيش العثمانى فى موقعة قونية خلال حرب الشام الأولى .
بالتوطين أصبح العربان مكونا رئيسيا من مكونات الشعب المصرى ، و بالتوطين أصبح لهم دور جديد على الساحة الوطنية ، دور وصل أحيانا إلى درجة الريادة و الانفراد ، و لعل الكثيرين لا يعلمون أن شخصيات كجمال عبدالناصر و أحمد عرابى و عبدالله النديم و ابراهيم عبدالقادر المازنى و حمد الباسل و الشيخ الأحمدى الظواهرى تنتمى لتلك القبائل التى ظلت تخرب و تهلك الحرث و النسل لعهود طوال ، و عموما فقد تلا التوطين اندماج ثم ذوبان كلى ، و أيا كان ذلك الذوبان كليا أو جزئيا فإنه على كل حال ترك طعما و نكهة فى مركب كيمياء مصر المعقد الذى مازال غير مشبع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsmalosy.rigala.net
 
حكايات عربان اسماعيل فى صحارى و على ضفاف النيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ال رميلة العزازى السمالوسى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: